ناصر العمري.. فقيه عاش في القرن الثاني عشر الهجري بولاية إزكي

له آثار علمية -

كتب: سيف بن سالم الفضيلي -

لغزارة الإنتاج الفكري العماني ظهر النساخون العمانيون ليتولوا أمر الكتابة، سواء كان ذلك نقلا عن المؤلفين، أو بإملاء العلماء لهم، أو نسخا لكتب قديمة، أو أنهم كعلماء نسخوا لأنفسهم.

وتميز النسّاخ العمانيون بأنهم على قدر من الثقافة وجودة الخط فقد أعملوا جهدهم وتفننوا في الخطوط وفي تمييز بعض الكتابات والكتب بألوان معينة ونقوش وتقسيمات، ومع وجود النساخين كان للعلماء المؤلفين باع كبير في نسخ الكتب لأنفسهم دون الحاجة إلى نساخ خاص.

حلقاتنا في ملحق (روضة الصائم) لهذا العام اخترناها لقارئنا الكريم ان تكون عن (النسّاخ العمانيين) ليتعرف على الدور الكبير والجهد الحثيث الذي قام به الأجداد لنقل إرثهم وإنتاجهم الفكري عبر القرون الماضية لتستفيد منه الأجيال جيلا بعد جيل.

ولقد كان لـ «المديرية العامة للآداب - دائرة المخطوطات» بوزارة التراث والثقافة تعاون كبيرا في هذا الجانب حيث زودتنا بالمخطوطات التي حملت خطوطهم الفريدة كما استعنا بـ(معجم الفقهاء والمتكلمين الإباضية- قسم المشرق) عن سير هؤلاء النسّاخ.. فكانت هذه السلسلة من الحلقات.

ناصر بن محمد بن بشير بن محمد العمري (حي: 1140هـ/‏‏1727م) فقيه، عاش في القرن الثاني عشر الهجري ولاية إزكي.

من آثاره العلمية: المنثور الواضح: يقع في ثلاثة أجزاء، وتوجد نسخة منه بمكتبة الإمام السالمي، وكتاب في الميراث، توجد منه نسخة بخط مؤلفه في مكتبة وزارة التراث والثقافة ويظهر أنها النسخة الوحيدة للكتاب، وقد كتب بعضه في الحواشي فلعل مؤلفه لم يتمكن من تهذيبه، أو نقله إلى نسخة أخرى، والكتاب مرتب الأبواب، متوسط الحجم.

وجاء في المخطوط المرفق «وافق الفراغ من نسخه هاجرة الجمعة الزهراء واثنتا عشرة ليلة خلت من شهر جمادى الآخر من شهور سنة ست سنين وأربعين سنة ومائة سنة وألف سنة من الهجرة النبوية على مهاجرها أفضل الصلاة والسلام وكان تجريده بقلم العبد الأقل الفقير الى الله تعالى المحتاج إلى رحمته ناصر بن بشير بن خنجر العمري نسبا والازكوي وطنا وسكنا، نسخه للشيخ الفقيه الأخ سرحان بن سعيد بن سرحان الازكوي (....) رزقه الله الحفظ لمعاني الحق والصواب أمرا من رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.